والكلام من جهة عبد الله بن الحسن العلوي، حيثُ لم يوثق في الرجال، لا توثيقاً عامّ ولا خاصاً، ولذلك لم يعتد المشهور بروايته، كما صرّح السيد الحكيم قدس سره بجهالته،[۱] والسيد الخوئي قدس سره بضعف روايته.[۲]
تقوية عبد الله بن الحسن العلوي
يمكن تقوية عبد الله بن الحسن العلوي بوجهين:
الوجه الأول: ما ذكرناه في موارد متعددة بالنسبة إلى أولاد الأئمة علیهم السلام
حيثُ إنّ احتمال كذبهم على المعصوم علیه السلام في مسائل الفروع مما لا يدرّ عليهم بفائدةٍ ما، احتمالٌ ضعيفٌ جداً، بل هو غير عقلائي، فعبد الله بن الحسن يروي مئات الروايات عن جدّه علي عن الإمام الكاظم ويكتب كتباً يجمع فيها الروايات – ككتاب قرب الإسناد ومسائل علي بن جعفر علیه السلام – ويكون متداولاً بين الأصحاب،[۳] بمرئى ومسمع الأئمة علیهم السلام، ثمّ لا يصدر في حقّه أي ردعٍ أو تكذيب، فهذا ملازم عقلائياً لوثاقته في الحديث.
نعم، هذا الوجه لا يفيد أكثر من الإطمئنان الشخصي عندنا، ولا يكون معتبراً من الجهة الفنية، ولذلك فنحن نحتاط بالنسبة إلى رواياته.
الوجه الثاني: رواية عبد الله بن جعفر الحميري مئات الروايات عنه
فعبد الله بن الحسن ليس من مشايخ الحميَري وحسب، بل قد اعتمد عليه في نقل جميع روايات علي بن جعفر عن أخيه موسى علیه السلام، وعبد الله الحميري هو شيخ القميين ووجههم،[۴] بل يُعدّ من شيوخ أصحابنا.[۵]
ولَسْنا بصدد إثبات التوثيق العام لكلّ مشايخ عبد الله بن جعفر الحميري، ولا إثبات دلالة المشيخة على الوثاقة، ولكنّ رواية شخصية كبيرة بارزة بين أصحاب الأئمة علیهم السلام – بل شيخ الأصحاب ووجههم في قم المقدسة، مع ما هو المعروف عن سيرة القميين في التشدّد في الأخذ من الرواة،[۶] ومع ذلك نرى اعتمادهم الكبير تبعاً لرئيسهم في الأخذ منه – لمئات الروايات عن شخص واحد – حتى اعتمد عليه في طريقه إلى روايات علي بن جعفر عن أخيه علیه السلام[۷] – دون أن يصرّح أو يلمّح على ضعفه يُعدّ عند العقلاء أمارة على توثيقه له.
(کتاب الحج ج۲۴ ص ۳۳۷).
۱ ـ أنظر: مستمسك العروة الوثقى: ۷: ۲۷۹.
۲ ـ أنظر: موسوعة الإمام الخوئي: ٢٧: ٣٣٦.
۳ ـ أنظر: رجال النجاشي: ٢٥٢: رقم ٦٦٢.
۴ ـ رجال النجاشي: ۲۱۹ رقم ۵۷۳.
۵ ـ المصدر السابق: ۳۰۳ رقم ۲۸۲.
۶ ـ أنظر: رجال النجاشي: ۳۲۹ / رجال إبن الغضائري (ط. ج): ۳۹: رقم ١٠ في قضية البرقي.
۷ ـ أنظر: خاتمة المستدرك: ٨ ١٥٢: رقم ١٥٧٢.